طباعة

مهرجان قرطاج الدولي: السينما في خدمة الأطفال والثقافة

20 آوت 2025
(0 أصوات)

لم يكتفِ مهرجان قرطاج الدولي في دورته لعام 2025 بتقديم العروض الفنية الكبرى من موسيقى وغناء ومسرح، بل سعى إلى إثراء تجربته الثقافية بتخصيص عروض موجهة للأطفال، لتلبية أذواق الجميع وتعزيز دوره الاجتماعي. ومن بين هذه العروض، تألق العرض السينمائي العالمي "الأميرة والضفدع" من إخراج جون موسكر ورون كليمنتس، إلى جانب عرض "على الطريق المسحور" لشنتال غويا، في سهرة 19 أوت 2025، ليحول المسرح الأثري بقرطاج إلى فضاء عائلي مفعم بالبهجة والخيال.

يندرج هذا العرض ضمن الدور الاجتماعي للمهرجان، الذي يهدف إلى تقريب السينما من الأطفال، خاصة من سكان الأحياء والمناطق التي تفتقر إلى قاعات السينما، مع تعزيز التثقيف السمعي البصري وخلق لحظات عائلية ممتعة. فيلم "الأميرة والضفدع"، رغم انتمائه إلى عالم ديزني الطفولي، لا يقتصر جاذبيته على الأطفال، بل يجذب الكبار والصغار على حد سواء بفضل ما يحمله من قيم إنسانية عميقة، ومبادئ تدعم بناء شخصية الطفل، وتشحذ همة الشباب نحو الخير والجمال، فضلاً عن إثارة حنين الكهول والشيوخ إلى عالم الخيال.

تحولت مدارج المسرح الأثري بقرطاج إلى لوحة عمرية متنوعة، حيث التقى أجيال مختلفة عند بوابة عالم ديزني الساحر، حيث يتداخل الخيال مع الواقع، وتتجلى الدروس والعبر في قالب فني ممتع. عند مداخل المسرح، كانت الأجواء تعكس فرحة الأطفال، حيث تعالت ضحكاتهم وتسابقوا بحماسة قبالة الركح، ممسكين بأيدي آبائهم وأمهاتهم، في مشهد يعكس العفوية والحماسة التي تميز تفاعلهم مع العرض. لم تكن الفرجة مجرد مشاهدة، بل تجربة حية امتزجت فيها تعليقات الأطفال وقهقهاتهم وبكاؤهم الحقيقي مع المشاهد الكوميدية والتراجيدية للفيلم.

يروي الفيلم قصة الأمير "نافين" الذي يتحول إلى ضفدع بفعل سحر شرير، ليبدأ رحلة شاقة لاستعادة هيئته البشرية. في هذه الرحلة، يلتقي بـ"تيانا"، التي يظنها أميرة قادرة على كسر اللعنة بقبلة، لكن الأمور تأخذ منحى غير متوقع حين تتحول هي أيضاً إلى ضفدعة. تنطلق مغامرات الثنائي في سعيهما لاستعادة بشريتهما، بأصوات مميزة لأنيكا نوني روز وبرونو كامبوس وكيث ديفد وجنيفر كودي، في حكاية ممتعة تمزج بين الخيال والواقع. 

يتميز الفيلم بصور بصرية ساحرة تأسر الخيال، مصحوبة بموسيقى تصويرية لراندي نيومان تعكس الثقافة الغنية لمدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا الأمريكية، حيث تدور الأحداث. يحمل الفيلم رسائل قوية عن أهمية السعي والاستقلالية وتحدي الواقع، فضلاً عن كونه أول فيلم من ديزني يقدم أميرة سمراء عام 2009، مما يعزز التنوع الثقافي في أعماله. 

بهذا العرض، نجح مهرجان قرطاج الدولي في خلق تجربة ثقافية واجتماعية شاملة، جمعت العائلات في فضاء يعزز التواصل بين الأجيال، وأتاح للأطفال فرصة الاستمتاع بالسينما في أجواء من الفرح والإبداع.

23 Views
الأنباء أونلاين

Latest from  الأنباء أونلاين

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…