يوسف بلهاني: مهندس الجمال في سهرة تونسية

30 جويلية 2025
(0 أصوات)

في ليلةٍ ساحرةٍ من ليالي قرطاج، قدّمت الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بلهاني عرضاً فنياً بعنوان "سهرة تونسية" ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي يوم 28 جويلية 2025. 

كانت السهرة لقاءً استثنائياً جمع أجيالاً مختلفة من الفنانين التونسيين على ركحٍ واحد، ليحتفوا بالكلمة واللحن والهوية الموسيقية التونسية العريقة.

الموسيقى: ذاكرة الأمة وعنوان هويتها

الأغنية التونسية، بنكهتها الفريدة وطبوعها المميزة، شكّلت على مرّ العقود ذاكرةً جماعيةً للشعب التونسي. فنانون كبار مثل الهادي الجويني، الهادي قلال، صفية شمية، وسلاف، رغم رحيلهم، تركوا أغانٍ خالدةٍ لا تزال تتردد في وجدان التونسيين.

أعمال مثل "كي يضيق بيك الدهر"، "ريحة البلاد"، "مِنيّرة"، و"توسمت فيك الخير" أصبحت رموزاً للتراث الموسيقي، تتوارثها الأجيال وتتجدد مع كل أداء.

في هذا العرض، تنوّعت الأصوات والأساليب، حيث قدّم خمسة عشر فناناً، من أجيالٍ مختلفة، باقةً من الأغاني التي تعكس غنى الموروث التونسي. من نوال غشام إلى محسن الرايس، منصف عبلة، نهى رحيم، رجاء بن سعيد، سارة النويوي، منير المهدي، عماد عزيز، أنيس لطيف، كريم شعيب، فراس قلسي، سمية الحثروبي، منال الخميري، رحاب الصغير، ونجوى عمر، تشارك الجميع لحظاتٍ من النشوة الفنية على ركح قرطاج.

نوال غشام: صوت الافتتاح والختام

افتتحت الفنانة نوال غشام السهرة بأغنية "أنا تغربت" لسمير كمون، التي عبّرت عن الحنين للوطن وقرطاج وسيدي بوسعيد. وكانت نوال نجمة العرض بحضورها القوي، حيث اختتمت الحفل بكوكتيل من أشهر أغانيها مثل "حبك كي القمر"، "راجيت"، و"عيني يا للة"، التي ردّدها الجمهور بحماس.

ثنائيات فنية مبهرة 

تميّزت السهرة بثنائياتٍ فنيةٍ جمعت فنانين من أجيالٍ مختلفة، مثل محسن الرايس ونهى رحيم، رجاء بن سعيد وسارة النويوي، منير المهدي وعماد عزيز، وسمية الحثروبي ومنال الخميري. هذه الثنائيات أذابت الفوارق العمرية والأسلوبية، موحدةً الأصوات في تناغمٍ عكس جمال الموسيقى التونسية. 

المايسترو يوسف بلهاني: مهندس الإبداع

تحت قيادة المايسترو يوسف بلهاني، تألقت الفرقة الوطنية للموسيقى في تقديم عرضٍ يمزج بين الأصالة والتجديد. بلهاني، الذي سبق أن أبدع في سهرة 25 جويلية مع لطيفة العرفاوي، كان صانع الجمال في هذا العرض، موجهاً الفرقة ببراعةٍ لتقديم مقطوعتين موسيقيتين تألق فيهما هيمان كمون وأشرف ملاك على الأكورديون، وجوهر الهرماسي وأمير هنية على البوق والساكسوفون. كما برز عازفو الناي حسين بن ميلود والكمنجة عطيل معاوية في مقطوعاتٍ منفردةٍ أبهرت الجمهور. 

ختامٌ بطعم الفرح 

 اختتم الحفل بأداءٍ جماعيٍ لأغنية "كي يضيق بيك الدهر"، التي شكّلت تحيةً من الفنانين لجمهورٍ عاش لحظاتٍ من الفرحة والانتماء. السهرة، التي أشرفت عليها الفرقة الوطنية للموسيقى بالتعاون مع المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، كانت دليلاً على قدرة الفن التونسي على جذب الجمهور وتأكيداً على مكانته في وجدان الشعب.

"سهرة تونسية" لم تكن مجرد حفلٍ موسيقي، بل كانت احتفالاً بالهوية والذاكرة، وجسراً فنياً جمع الأجيال، ليؤكد أن الأغنية التونسية ستبقى سرمديةً، تتجدد مع كل جيلٍ وتحمل في طياتها سحر تونس وجمالها.

موقع الأنباء أونلاين، سياسي ثقافي جامع، يهتم بالأخبار العربية والعالمية، والتظاهرات الثقافية، وجديد العلوم والتكنلوجيا.

الأنباء أونلاين، عيون على الحقيقي من الأخبار، يعتمد المصادر الرسمية والمصورة والفيديو

Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…